تجربة الالم بالحياة اليومية

تجربة الالم بالحياة اليومية

تجرية الالم تختلف من شخص لآخر, حتى ان الشخص ذاته تختلف تجاربه مع الالم المزمن من فترة لفترة ومن يوم لاخر.بشكل عام تجربة الالم المستمر هي تجربة جدا صعبة, وفي الكثير من الاحيان ليس بالامكان تحملها.بعض الناس يصفون مجموعة واسعة من التجارب, ولكن مشترك واحد يجمعهم هو: (شدة الالم العالية).

بعض الناس يعيشون مع تجربة الالم بشكل يومي.
تجربة الالم ترافقهم بكل امر يقومون به على طول اليوم, وهكذا كل يوم الالم لا يفارقهم ابدا, ومن الممكن للبعض الاخر الالم يذهب ويعود, ولكن حتى ذلك الحين الالم يصاحبهم كل الوقت لانهم يعلمون انه سيعود.
زهير, عمره 64 عاماً, يصف الالم الملازم له دائما:”انا كل الوقت اتعايش مع الالم, وعلى سبيل المثال انا الان جالس واحادثك وظهري يؤلمني وكأّن هناك ما ياكل العظام.. وكأّن مسامير تنخز في ظهري.”
سامي,عمره 54, يقول: “انا اعاني من صداع في الراس, في بعض الاحيان لفترات متقاربة واخرى متباعدة, تقريبا كل 10 ايام.
صداع في الراس قوي جدا جدا, ووفقا للفحوصات التي اجريتها اتضح انه لدي الصداع النصفي(الشقيقة).
وهذا الالم مستمر دائما.”احيانا اقول لنفسي: “اليوم لم اشعر بصداع .. غدا سيكون”




قسم من الناس قد قالوا ان البيئة المحيطة بهم في فترات معينة تصبح المسببة لشعورهم بالالم. للتوضيح, الامور التي تحدث يوميا ولا تؤثر عليهم مثل:الضجة والضوء تصبح هي احدى المسببات لشعورهم بالالم.
يقول سامي :”التصرف بساعات الالم جدا صعب, حيث انه ليس باستطاعتك التصرف كالمعتاد, لست كالانسان حتى, ولا تستطيع تحمل ان تصغي لاحدهم, لا تستطيع النظر ولا تستطيع التحدث. كآلميت تماماً.”
رلى المتعايشة مع الصداع النصفي(الشقيقة), تقول:”هم يدركون ماذا يحصل,زوجي واولادي يعلمون ماذا يحصل وهذا هو المهم.
ان كان رأسي يؤلمني, اذاً ممنوع التحدث بصوت مرتفع او استعمال التلفاز او اي مسبب اخر للضجة, وعلى الاغلب يطفئون الضوء ويخرجون من الغرفة.
الجميع يعذرونني, مساكين, ولكن ما باليد حيلة والحمد لله على كل حال.”

الكثير من الناس قال ان المرض أثّـر على نومهم.
منهم من تحدث عن صعوبة النوم, ومنهم من قال ان نومهم متقطع (يصحون بين فترة واخرى).

سميح, المتعايش مع آلام الظهر, قال: “انا لا استطيع ان اقول لك انني انام جيدا, لانني لا انام سوى 4 ساعات. والاربع ساعات هذه انامها على ظهري بشكل مستقيم.”
لا جودة للحياه. وكما قال الوثنيين:”حتى ايام العطلة الجمعة والسبت لا اشعر انني في يومي راحة لانني دائم الشعور بالالم”.



بآلمقابل, هنالك اناس يقولون انه بالذات النوم هو الوقت الوحيد اللذين يتحررون فيه من شعورهم بالالم (لا يشعرون بالوجع اثناءه).

رلى, تصف الراحة التي تحظى بها بسبب النوم:”كل العالم لديه علم انني مصابه بالصداع النصفي.
الى جانب ذلك لا توجد حفلة او زفاف اذهب اليه الا وفي اليوم التالي ارقد طريحة الفراش, من المستحيل ان لا يصيبني صداع في الراس بعد احد اعراس اقربائي.
قبل فترة كان عرس ابن عمي حينها احضرت لي اختي ابرتين من الصيدلية واعطتني اياهم ونمت لمدة 3 ساعات, فلتتخيلي الوضع على هذا المنهج كل عرس”.



الكثير من الناس قد وصفوا كيفية ان الالم يحد من امكانيتهم للقيام بالاعمال اليومية حتى تلك البسيطة منها, مثالا على ذلك النهوض من السرير او السير بضعة امتار.
ادهم البالغ من العمر 40 عاما, المتعايش مع التهاب في المفاصل, يقول: “عندما انهض صباحا يتطلب مني الامر حتى يتحرر جسدي مدة ساعة حيث انني اصحو متشنجا.
وكل هذا الالم انا مضطر على تحمله حتي يبدا الدواء باخذ مفعوله وفقط حينها يتحرر جسدي واستطيع الحراك, اذا وقفت قليلا لنقل لمدة 5 دقائق, ماذا 5 دقائق, من الجيد ان استطعت الوقوف لمدة دقيقة, وقتها تبدا العظام باصدار اصوات وكأنها على وشك الانهيار”
سميح, عمره 33 الذي يعاني من آلام في ظهره, يقول:”كل عمل اريد القيام به انا احتاج لمساعدة, مثال على ذلك, اذا كنت اريد ان انقص من وزني كيلو واحد انا اشعر انه يجب علي انقاص 20 كيلو, مثال آخر, اذا سقط مني القلم انا لا استطيع ان انحني وأرفعه.
في عيد الاضحى أبي مجبرعلى مساعدتي, كذلك عندما اعمل في المنزل لجمع النفايات ورميها احتاج مساعدة, اذا احتجت ان اقود السيارة لمكان بعيد حينها اسوق لمدة ساعتين او 3, استريح بالجلوس على الكرسي لما يقارب النصف ساعة من اجل ان يهدأ الجسم ويتحمى مرة اخرى كي لا يسبب لي آلام حادة في الظهر”.

عصام عمره 58, يقول:”لا يوجد للالم نمط معين, مثلا اذا انتعلت الصندل, من الممكن ان يتشنج(يمسك) ظهرك.
انا اتذكر مرةً, اردت النزول من السيارة وارتميت بعدها طريح الفراش لمدة 21 يوماً دون حراك.
أحيانا اخرى اقف امام البحر من اجل الصيد, اقف واتمشى كالمعتاد وبعد ربع ساعة انتهي من الصيد, بعدها ارتمي في الفراش لمدة الشهر.
وهكذا لا يوجد نمط معين للمرض. هذه الامور لا تحصل مع شخص سليم الظهر, هذا يحدث فقط للاشخاص المصابين بالم الظهر مثلي,احدى الاسباب: جلوس غير صحيح في السيارة, عمل جسدي فعلا يتطلب جهد كبير(شاق), مثال على ذلك انا دهان, اذا اجتهدت في عملي ارى نتائج سلبية في جسدي والآزم البيت لتلقي العناية المناسبة.
نتيجة لذلك انا دائما في حالة عصبية, تعقيبي هو: انه تمر ايام فقط الله يعلم بحالي.”



الالم المزمن يؤثر على كيفية تفكير الانسان بنفسه على مستوى الحياة اليومية, وايضا على كيفية تفكيره بآلمستقبل.
فادي الذي يعاني من مرض كروهن(קרוהן), يقول: “المرض يجر وراءه الكثير من الامور, مثلا انا عمري 23 ولدي هشاشة العظام, امي عمرها 60 ولديها ايضا هشاشة العظام, مما يعني ان جسدي تماما كالشخص الذي عمره 60.هذا يؤثر جدا على تطلعات الشخص, اقسم ان هذا يؤثر كيف لي ان اتقبل انني انا ابن الـ23 اساوي في الجسد ابن الـ60 عاماً , ولا اعلم ما القادم ايضا.”
احيانا الالم المزمن يضر بالقدرة على الانتباه والتركيز, يصرف الانتباه مما يجعل من الصعب التركيز لفترة طويلة.
سامي, عمره 54 يشاركنا: “احيانا اجد صعوبة في اداء الصلاة, عندما اسجد هذا ياخذ وقتا طويلا حتى يصل راسي الى الارض(السجود), لانني احني راسي وينزل الدم, لذلك انا مضطر ان احني الراس رويداً رويدا وارفعه ببطء.الضوء يؤثر علي كثيرا, يصعّب علي التركيز وفعل الامور, افقد رغبتي في الاكل, وفي احسن الحالات اشرب الماء.”