عقدت جمعية الجليل- الجمعية العربية القطرية للبحوث والخدمات الصحية، مؤتمرا حول أزمة الصحة في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد بالتعاون مع مركز الاحصاء الفلسطيني وذلك بهدف عرضها للمسح الصحي البيئي الاول من نوعه لعام 2015 .
استعرض هذا المسح قاعدة بيانية مفصلة حول صحة وبيئة المجتمع الفلسطيني في الداخل والتي تشير الى أزمة صحية وبيئية تنعكس في العديد من المقاييس على الرغم من التحسن الحاصل في الخدمات الصحية إلا انها لا تزال تعاني من اشكالات في مناليتها الجغرافية وملائمتها الثقافية والاجتماعية.
أدارت المؤتمر الدكتورة روزلاند دعيم حيث قدمت كلمة المؤتمر والبحوث الجارية واهميتها لتطوير مجتمعنا . ثم تحدث د.عفو أغبارية ممثلا عن لجنة المتابعة، شاكرًا الحضور الكرام وجمعية الجليل ومركز الاحصاء الفلسطيني على المجهود البناء والمثمر، متحدثًا عن عمل لجنة المتابعة في سعيها لإقامة لجنة تعنى بكل القضايا والحقوق الصحية للمجتمع العربي متطرقًا الى الوضع الحالي الذي نعيشه كمجتمع عربي من تفشي للعنصرية في كافة المجالات الحياتية بما في ذلك الصحية . تلتلها كلمة رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية السيد مازن غنايم والذي بدوره أثنى على الحضور الكرام متحدثًا عن الفجوات الكبيرة بين المستشفيات في مركز البلاد وبين المستشفيات في الاطراف حيث يقطن المواطنون العرب واستثناء المجتمع العربي من الخطة الاقتصادية عامة و فيما يخص موضوع الصحة خاصة . كما وأعرب السيد سفيان ابو حرب ممثل عن مركز الاحصاء الفلسطيني عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر متحدثًا عن أهمية الاحصاء ومدلولاته في كل ما يتعلق بمجتمعنا الفلسطيني لما يبينه من حقائق وإثباتات تساهم في تنوير المجتمع، آملًا ان تساهم هذه المسوحات في تعزيز ورفع مكانة جمعية الجليل كمؤسسة تصدر الاحصاء. مشددًا على أهمية المسح الصحي البيئي الاول من نوعه في الداخل الفلسطيني . بالإضافة الى السيد بكر عواودة مدير عام جمعية الجليل والذي تحدث عن أهمية هذا المسح لاستعراضه الفجوات في مستوى الخدمات الصحية والبيئية بين مركز البلاد الذي يتمتّع بمستوى خدمات عالٍ، وبين الأطراف الجغرافية (الجليل والنقب) التي تعاني من نقص في الخدمات أو من تدني مستواها. ومن ثم كلمة رئيس بلدية شفاعمرو السيد أمين عنبتاوي والذي تطرق لعدة نقاط مختلفة: منها تقييم ذاتي ومهني لعمل السلطات المحلية العربية، المختصون والمهنيون ومن ثم التوجه للحكومة والوزارات المختلفة. معتبرًا بأن ما تقدمه جمعية الجليل بمثابة الزاد المعلوماتي والمعرفي الذي نحتاجه كمجتمع لنستطيع تفنيد كل العقبات التي تواجهنا اثناء تقديم طلباتنا امام المكاتب الحكومية مسلطًا الضوء على عدم وجود أقسام صحة في السلطات المحلية العربية فاعلة .
هذا وقد تخلل المؤتمر عدة فقرات مختلفة : الاولى – عرض للوضع الصحي والاجتماعي بنظرة عامة مقارنة، قدمها السيد احمد الشيخ مدير عام ركاز والذي تحدث عن أهداف المسح الصحي البيئي من توفير المعرفة الواسعة والمعمقة حول كافة المسائل الصحية في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد ، حث صانعي السياسات والمخططين (على المستويين العربي والقطري) على وضع استراتيجيات وسياسات صحية تساهم في تقليص الفجوات الصحية و تحسين ومراقبة الخدمات الصحية والبيئية. كما تحدث عن المجالات التي تطرق لها المسح، مثل : الامراض والإعاقات والإصابات والحوادث البيتية ، التقييم الصحي الذاتي ومدى الرضا عن الصحة، الفحوصات الطبية على أنواعها، استخدامها والجهة الموجهة لإجرائها، السلوكيات الصحية وعوامل الخطر، الخدمات الصحية و منالييتها الفيزيائية الزمنية والثقافية و تقييم الخدمات الصحية المُقدَّمة وغيرها . أما الفقرة الثانية فقد قدمها كل من د. خالد عواودة عن الامراض والإصابات في المجتمع العربي ود. محمد خطيب عن السلوكيات والتنور الصحي ود. مرشد فرحات عن منالية الخدمات الصحية وأنماط استعمالها و د.جلال طربيه عن الخدمات والتأمينات الصحية والسيدة سوسن رزق مرجية عن الواقع البيئي في المجتمع العربي في البلاد .
اختتم اللقاء بالتوصيات التالية : يجب التدخل الفوري الشامل المعتمد على سياسة تفضيلية مصححة تستثمر في صحة السكان العرب و تعزبزها، وذلك من خلال مشروع قطري شامل متعدد السنوات والمجالات والذي يشمل: تطوير بنى تحتية وأطر للرعاية الصحية في التجمعات العربية: مراكز لصحة المرأة، تطور الطفل، غرف طوارئ أولية، معاهد للتشخيص المبكر، مراكز للتأهيل ومراكز للصحة النفسية. مشروع قطري لتعزيز الصحة وموجه لتطوير نمط حياة صحي وفعال. توسيع وتعميق المشروع القطري لمكافحة التدخين ليشمل التجمعات العربية. دعم ومشاركة منظمات المجتمع المدني الفاعلة في المجالات الصحية في المجتمع العربي. توسيع وتعزيز الدعم والتمويل المقدم للسلطات المحلية لتشجيعها على التدخل والمساهمة في صحة المواطن. تشجيع وتوفير الفرص ودعم الاختصاصات الطبية المختلفة الناقصة في المجتمع العربي مثل الطب النفسي، الطب المجتمعي، طب النساء، التأهيل. فتح مراكز للصحة النفسية في قرى ومدن عربية وتأهيل طواقم مهنية ملائمة. تخصيص مساحات عامة توفر فرص لممارسة الرياضة في التجمعات السكانية العربية وتعزيز مناليتها . تكثيف التوعية والتربية الصحية وملائمة وسائل التوعية للجمهور العربي و تكثيف التوعية حول الحقوق الصحية وتحقيقها.
كما وشارك في حلقة النقاش الاختتامية للمؤتمر بإدارة الاعلامية ايمان القاسم سليمان كل من: د. عفو اغبارية، د.بشارة بشارات، د.نعيم ابو فريحة رئيس رابطة الاطباء العرب في النقب، د.زويا زبارقة طبيبة نسائية وبكر عواودة .
من الجدير ذكره بأنه تم خلال المؤتمر تكريم د. بشارة بشارات تزامنًا مع انتهاء عمله كمدير للمستشفى الانجليزي في الناصرة.