شارك طاقم مركز العدل البيئي في جمعية الجليل ممثلا بالزملاء الاء عبيد وأليكس باهوت في تطوير التقرير الشامل حول “تطوير مقياس للهشاشة المُناخيّة: ملخص وأفكار لجنة المُختصّين والمُختصّات لعام 2024”. هذه المبادرة هي ثمرة تعاون بين الجمعية الإسرائيلية للإيكولوجيا وعلوم البيئة، مكتب الباحثة الرئيسيّة في وزارة حماية البيئة، وصندوق هاينرش بُل. يهدف هذا الجهد المشترك إلى تحديد المؤشرات الرئيسية للهشاشة التي سيتم إدراجها في المقياس القطري للهشاشة المناخية في إسرائيل.
تقع إسرائيل في منطقة تُصنّف كنقطة ساخنة من ناحية تغير المناخ. ومع ذلك، فإن التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ لا تُحدد فقط بمستوى التعرض للتغيرات المناخية، بل أيضًا بهشاشة وحساسية الأفراد، المجتمعات، والنظم في المناطق المتأثرة. تواجه الفئات الضعيفة مخاطر أكبر: فبدون جهود تكيّف كافية، من المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى اتساع الفجوات الاجتماعية وبالتالي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية.
يتطلب تقييم هشاشة المجتمعات والنظم لتغير المناخ تحليلًا دقيقًا للخصائص الفريدة للهشاشة في المناطق المختلفة. ولإجراء مثل هذا التحليل بطريقة معيارية وموثوقة، فإن تطوير مقياس للهشاشة ضروري. يوفر هذا المقياس توصيفًا شاملاً للخصائص المتنوعة للحساسية (البيئية، الاجتماعية، الاقتصادية، والصحية) للمجتمعات والمناطق المختلفة، ويعتمد على قواعد البيانات الموجودة أصلًا لدى السلطات ومعاهد الأبحاث، بالإضافة إلى جمع بيانات جديدة لهذا الغرض.
في جوهره، يُعد مقياس الهشاشة المناخية أداة منهجية لتنظيم المعلومات الموجودة، واختيار البيانات الأكثر صلة وموثوقية، واستخدام مفتاح موازنة لتحويلها إلى قيم معيارية. يُسهّل هذا عملية المقارنة بين الوحدات الجغرافية المختلفة والمجتمعات التي تعيش فيها، وبالتالي يسّهل تحديد الأولويات للمجتمعات، القطاعات، والنظم الأكثر هشاشة لتغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يدعم استخدام المقياس الجهود المشتركة لتقليل الهشاشة وتعزيز المرونة المناخية.
يتألف مقياس الهشاشة عادة من ثلاثة مركبات: مركب التعرض، مركب القدرة على التكيف، ومركب الحساسية. يتكون كل من هذه المركبات من عدد متغير من المؤشرات، المصنفة في مجالات ومجموعات. موازنة جميع المؤشرات تُنتج قيمة نهائية تُمثّل مستوى الهشاشة لتغير المناخ في منطقة معينة. يُعد اختيار المؤشرات التي يتألف منها المقياس الخطوة الأولى الأساسية والضرورية في تطويره.
ندعوكم للاطلاع على هذا التقرير المهمّ الذي نأمل أن يُساهم في تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق الجهوزية المناخية في إسرائيل وتعزيز المرونة المجتمعيّة في مواجهة تغيّر المُناخ.
