15.06.2017
لا يخفى على أحد أن ظاهرة العنف باتت ظاهرة مقلقة من حيث انتشارها، ناهيك عن كونها أداة غير تربوية للتنشئة الاجتماعية تترك آثارًا نفسية تبقى ملازمة للإنسان لسنوات طويلة، وتطور نماذج محاكاة سلبية في التعامل داخل المجتمع مستقبلًا. وما يزيد من قلقنا هو وجود دالة تصاعدية في انتشارها، إذ يلاحظ تفاقم الظاهرة في السنوات الأخيرة، بحيث أصبحت تهديدا فعليا للأمن والسلم الأهلي للمجتمع وتشكل خطرا داهما على التكافل الاجتماعي وعلى الروابط والنسيج الاجتماعي الذي يميز أي مجتمع وعلى امكانيات التنمية المجتمعية. ومما يصعب فهم هذا الواقع المقلق وتحليله أو عدم القدرة على التعاطي مع أسبابه وآثاره هو قلة البحوث والمسوح الشاملة في هذا المجال التي بإمكانها تسليط الضوء على بواطن الظاهرة وسبر أغوارها بدقة علمية وموضوعية. من هنا نستعرض بعض المعطيات التي قامت برصدها جمعية الجليل حول هذه الظاهرة ومسبباتها بالاضافة الى تطلع الجمعية للقيام بمسوح وبحوث واسعة المجال في موضوع العنف المجتمعي ليتسنى لنا فهم ما يحدث وايجاد الحلول الملائمة في القضاء على هذه الظاهرة كما حدث في المجتمعات الغربية . لذلك ننشر لكم بعضًا من المعطيات التي قمنا بمسحها سابقًا كمقدمة لمعطيات جديدة سنعمل عليها في هذه السنة القريبة. أما عن المعطيات التي بحوزتنا حول العنف المجتمعي ومسبباته فهي :
- الاجهاد النفسي الذي تتعرض له أسرنا العربية
أن هنالك 47.4% من الأسر تعاني من اجهاد نفسي متدني و 2.7% من اجهاد نفسي عالي وعالي جدا . وأن نسبة الاجهاد النفسي ترتفع بعد 5 سنوات زواج حتى 30 سنة زواج .
ترتفع نسبة الاجهاد النفسي بعد 5 سنوات زواج حتى 30 سنة زواج : نسبة الاجهاد النفسي العالي أو العالي جدًا في السنوات الخمس الأولى بلغت 1.7% لترتفع الى 4.3% بعد الـ 10 سنوات و 3.8% بعد 20 سنة .
هنالك انخفاض في نسبة الإجهاد النفسي العالي أو العالي جدًا مع ارتفاع مستوى تعليم الزوج . أعلى مستويات الاجهاد النفسي العالي أو العالي جدًا تكون عندما يكون الواقع الاقتصادي للأسرة متوسط.
- العنف ضد النساء
نسبة العنف على أحد أشكاله ضد النساء هي الأعلى في منطقة الشمال حيث بلغت نسبة النساء اللواتي تعرضن للعنف في منطقة الشمال الى 36% مقارنة مع منطقة حيفا 22.2% ومنطقة المركز 23% ومنطقة الجنوب 26.1% .
- العنف المجتمعي
48.7% من الأفراد شاهدوا أحداث عنف على مدار حياتهم بواقع 38.1% من الإناث و 60.5% من الذكور. أما بالنسبة لأكبر أحداث العنف التي تم مشاهدتها فهي المطاردة يليها الضرب ومن ثم اطلاق النار.73.8% من الشباب الذكور والإناث في منطقة المركز شاهدوا أحداث عنف على مدار حياتهم و 58.3% في منطقة الجنوب و 47.4% في الشمال و 22.7% في منطقة حيفا .
بلغت نسبة الأفراد الذين تعرضوا لعنف جسدي أقل حدة الى 15.6% ولعنف جسدي أكثر حدة 8.5% أما نسبة التعرض للعنف النفسي فبلغت 20.8% ونسبة التعرض لعنف جنسي قد بلغت 7.3%.
- أسباب العنف المجتمعي
نسبة عالية من النساء المتزوجات أو اللواتي سبق لهن الزواج توافق على أن تعاطي الكحول والمخدرات يشكل أكبر سببًا لحدوث العنف المجتمعي والتي وصلت الى 96% وأن للظروف الاقتصادية الصعب 92.3%، البطالة 93.4%، غياب مشاعر التسامح 84.1% ولغياب الرادع الديني 84.5% كأسباب للعنف المجتمعي .