04.01.2020
يعتبر داء السكري اليوم وباءً تتزايد نسبة الإصابة به يوماً بعد يوم، لذلك رأينا من المهم وضعه على الأجندة اليومية المحلية والقطرية والتدخل به على كافة المستويات: الوقاية, العلاج والتأهيل نحو تحسين حياة المرضى. وذلك من خلال هذا المؤتمر العلمي الذي عقده مركز البحوث التطبيقية ومركز البحوث الاجتماعية “ركاز” في جمعية الجليل. حيث يساهم هذا المؤتمر في تطوير المعلومات المحتلنة التي تعتمد البحث الممنهج حول مرض السكري في المجتمع العربي والمستجدات على مستوى العلاج. إضافة الى الالتفات للجانب المجتمعي حيث يناقش التحديات والفرص في سيرورة العناية بمريض السكري في المجتمع العربي.
تخلل المؤتمر عدة محاضرات مختلفة كانت بدايتها مع الباحث احمد الشيخ محمد من جمعية الجليل والذي مستعرضا عن ماهية مرض السكري في المجتمع العربي وملامح التغيير من خلال نتائج المسح الصحي 2016 لجمعية الجليل، والتي بينت أن : ” السكري هو ابيديميا العصر وأخص مجتمعنا العربي في الداخل. الوضع يتطلب تدخل فوري وسريع على جميع المستويات. أكثر من 100 ألف مريض في العام 2017، مع تضاعف عدد المصابين بثلاث مرات في الخمسة عشر عاما الأخيرة. مقلق جدا نسبة تفشي المرض في الأجيال المبكرة وخاصة في الفئة العمرية 40-49 سنة حيث بلغت النسبة 15.1% وبزيادة بأكثر من 120% عن العام 2004، مما ينذر بتزايد كبير في السنوات القريبة “ .
و محاضرة أخرى حول استكشاف عوامل الخطر لمرض السكري، نوع 2 في المجتمع العربي والتي قدمها د. محمد خطيب, باحث في “ركاز” مركز البحوث الاجتماعية، متحدثا عن : ” أن مرض السكري بات مرضاً يهدد صحة الجمهور خاصة وأن أبعاده الشخصية، الاقتصادية والاجتماعية كبيرة جداً”. كما أشار الى أن مجتمعنا العربي هو مجتمع في طور التغير نحو الحداثة بما فيه تبني أنماط حياة تساهم في الاصابة بهذا المرض كأنماط التغذية والضغط النفسي وغيرها. وفي سياق البحث العلمي عرض د. خطيب نتائج بحث أجري في المجتمع العربي والذي يظهر أن نسبة الإصابة بالمرض وصلت 13.7% بواقع 15.3% بين النساء و- 12.1% بسن الرجال ويؤكد العلاقة بين الاصابة بالمرض وبين الجيل، النشاط الجسماني والسمنة.
إضافة الى محاضرة حول المستجدات في مجال تشخيص وعلاج مرض السكري والتي قدمها البروفيسور نعيم شحادة, مدير معهد أمراض الغدد الصماء والسكري – رمبام ورئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري، كاشفًا بدايًة عن اطلاق موقع ” صحتنا” وعن دورة في محاربة مرض السكري قائلًا: ” يرتكز عمل منصة الانترنت صحتنا WWW.SEHATUNA.ORG على ثلاثة محاور اساسية: أولا شبكة اجتماعية – صحية، غير ربحية، تهدف لتلبية احتياجات المرضى المزمنين وأفراد عائلاتهم، وتتيح لهم الانتماء إلى بيت يتلقون فيه الدعم من أشخاص مثلهم، ويشعرون فيه كجزء من مجموعة كبيرة تواجه نفس الصعوبات وتمكنهم من تبادل الخبرات ومشاركة تجربتهم مع الاخرين. المحور الثاني هو امكانية استشارة مختصين مهنيين من الاطباء باللغة العربية عبر الانترنت كل منهم رائد في مجاله. المحور الثالث هو منصة معلومات حيث توفر الشبكة الاجتماعية “صحتنا” للمشتركين فيها مقالات ومعلومات حول السكري سبل التعامل مع الأمراض المزمنة، مرشد حول التغذية السليمة ونهج الحياة الصحي، بالإضافة لمعلومات حول الأدوية المتوفرة وسبل العلاج الحديثة” .
في هذا السياق أضاف السيد بكر عواودة : ” خلال السنوات العشر تضاعفت نسبة مرضى السكري في مجتمعنا مما يدل على ان هناك ضعفًا في الوقاية وخللًا في الوعي العام للوقاية والحذر من هذا المرض. وأشار : ” هذا المرض بالذات بحاجة الى تضافر عمل عدة جهات مركزية من اجل الحد من انتشاره وتقليل اثاره منها مشاركة العائلة في رفع وعيها للتغذية والرياضة والسلطة المحلية وصناديق المرضى من خلال تشجيعهما لنمط حياة سليم”. مضيفًا : ” ان مرض السكري يجب ان يكون على اجندة المهنيين واصحاب القرار والسلطات المحلية لأنه تحول الى موضوع مجتمعي حارق يهدد أمن وسلامة المجتمع.”
وأختتم المؤتمر بمحاضرة حول العناية بمريض السكري في المجتمع: التحديات والفرص والتي قدمتها الممرضة نجمة عباس, مسؤولة عيادة خدمات الصحة الشاملة، حيث استعرضت المعيقات والتحديات التي يواجهها مريض السكري بالتعامل اليوم يومي بالإضافة للفرص التي علينا تطويعها من هذا الواقع والتحديات للتأثير ومساعدة السكرين غير المتوازنين على موازنة السكري بشكل أفضل وأسهل . بالإضافة لتطرقها لدور السلطة المحلية والمجتمع بالمساهمة في تسهيل موازنة مرضى السكري بقولها: ” ان تفشي السمنة الزائدة في مجتمعنا والتي تؤدي بالتالي لمرض السكري بحاجة لمعالجة من قبل السلطة المحلية من خلال التثقيف المدرسي والمجتمعي بواسطة مؤسسات السلطة المحلية المختلفة وخلق ظروف حياتية تسمح بممارسة النشاطات الجسمانية وغيرها من البرامج التوعوية التثقيفية”.